تكثر التقارير المتناقضة النتائج بشأن المكملات الغذائية فمنها ما يشيد بمفعولها الإيجابي و منها ما يذم بتأثيراتها الجانبية  . Tعلى الرغم من التجارب المخبرية و الدراسات الواسعة التي أجريت على المكملات الغذائية إلا أن الخبراء عجزوا عن إثبات فعاليتها في الحد من نسبة الأمراض القلبية الوعائية و السرطانية خاصة لدي الجنس اللطيف .

في المقابل ، ظهر أن الاستهلاك المرتفع لمادة البيتاكاروتين إلي جانب ما يكتسبه الجسم من المواد الغذائية الأخرى ، يزيد من خطر الإصابة بمرض سرطان القصبات الهوائية سواء لدي المدخنين أو المدخنين السابقين ، و ذلك نتيجة تفاعلها الكيميائي مع الدخان على الأرجح . و يجزم الأطباء في هذا الشأن بأنه يفضل المغذيات الطبيعية التي تزود بها الأطعمة اليومية ، لأننا مازلنا نجهل التوفر البيولوجي للمكملات الغذائية حتى الآن إلا بعض الحالات الخاصة تستفيد من النصيحة ” المكملة ” التي يسديها الأطباء خصوصاً عند تشخيص نقص في المغذيات بواسطة تحليل الدم . و يبقي السؤال السديد : هل يمكننا معالجة الحالات المرضية كافة بالمكملات الغذائية ؟ هذا المقال سيلقي المزيد من الضوء حول دور المكملات الغذائية فى علاج بعض الأمراض

 

في هذا الموضوع

البيتا كاروتين و فيتامين E و B6  في حــالــة الأمــراض الــمــعويــة

في حالة الإصابة بأمراض الجهاز الهضمى – أو مرض كرون حيث يُلحظ نقص شديد في الكاروتينات و الفيتامين E و B9 . يُنصح بإتباع العلاج بأقراص متعددة الفيتامينات على أن تُحدد الجرعة بعد قياس معدلاتها الطبيعية في الدم .

 

المكملات الغذايئة في حال الخضوع لجراحة تصغير المعدة ( أو جراحة أخري للحد من البدانة )

يُنصح المريض الذي خضع لهذا النوع من الجراحة ، باستهلاك المكملات الغذائية عادة ، إذ تنخفض قدرة جسمه على امتصاص المواد الغذائية و غالباً ما يعاني من التقيؤ و يخسر الوزن بكميات كبيرة . و علي الرغم من أن هذه الأعراض نادرة في حال إجراء جراحة تصغير أو ربط المعدة بواسطة الحلقة . إلا أن الأطباء يميلون إلي مراقبة نسب الحديد لدي النساء في سن الحمل و الإنجاب و كذلك بالنسبة إلي الفيتامين . B1 قد يظهر النقص في المغذيات بوضوح لدي المرضي الذين خضعوا لجراحة تحويل مجري المعدة ، لذا . على الطبيب اتخاذ قراره بشأن وصف المكملات ، نظراً إلي الحالة التي يعالجها . في حال وصف العديد من المغذيات الصغرى ، يتم منح الحديد على حدة ( أو بالتزامن مع الفيتامين C ) كونه قادراً على التدخل سلباً في عملية امتصاص الكالسيوم و المغنيسيوم و الزنك .

 

مكملات غذائية ضرورية في حال داء السكري

هنا أيضاً يعالج أي نقص في الكروم أو السيلينيوم أو الزنك أو النحاس ، بحسب حاجات المريض و نوع داء السكري الذي يعاني منه ، إذ من شأن أي مكمل بالزنك أن يزيد من عدم احتمال الغلوكوز لدي المصابين بسكري النوع الثاني ، في حين أنه يساعد على امتصاصه لدي المصابين بسكري النوع الأول . غالباً ما تكون نسبة المغنيسيوم ضئيلة لدي المصابين بداء السكري بيد أن هذا الملح الغذائي يضطلع بدور أساسي في مساعدة النظام الأيضي على تفكيك السكريات من هنا ، ينصح الأطباء باستهلاك ما قد يصل إلي الـ 350 ملغ من مكملات المغنيسيوم في اليوم ، في حالات النقص الشديد و المثبت طبياً .

مكملات غذائية ضرورية في حالات ضمور بقعة العين و داء الزرق – الجلوكوما ( غلوكوما )

أثبتت دراسة أميركية أن استهلاك مكملات غذائية تجمع بين كميات كبري من الفيتامينات و المعادن المضادة للتأكسد ، بشكل يومي ، و علي مدي خمس سنوات يساعد على إبطاء تطور داء ضمور بقعة العين المربوط بالتقدم في السن ، سواء في الحالات التدرجية أم المتقدمة ، علماً بأن هذا المزيج لا يمارس أي مفعول عند الأشخاص الذين لا يعانون من هذا التنكس أو ما زالوا في مرحلة مبكرة منه ، إلا أن الآثار الجانبية للمكملات الغذائية على المدى الطويل مثل ارتفاع خطر الإصابة بسرطان القصبات الهوائية لدي المدخنين بفعل فرط مادة البيتا – كاروتين ، أو ظهور اضطرابات في الجهاز البولي و التناسلي إثر فرط جرعات الزنك و التي تحتم الاستشفاء في أســوأ الحالات ، ، أدت بالباحثين إلي إجراء دراسة ثانية تشمل استهلاك الأوميغا – 3 ذات السلسلة الطويلة ، و صنفين من الكاروتينات اللوتيين و الزياكزانتين ، و في هذا الإطار ، أظهرت الملاحظات الأولي لهذه الدراسة الثانية ، نتائج إيجابية في مكافحة الحالات المستقرة من داء ضمور البقعة ، حتى مناهزة مفعول الأدوية التي يصفها أطباء العيون . لكن الوضع يبات أكثر تعقيداً بالنسبة إلي المصابين بالزرق أو الغلوكوما ، لأنهم لا ينعمون بما يكفي من القدرات المضادة للتأكسد غير أن التجارب السريرية حول المداواة بالمكملات الغذائية ما زالت قليلة في المجال ونتائجها متناقضة .

فيتامينات و معادن و مكملات غذائية ضرورية و هامة للسيدات الحوامل أو اللواتي يرغبن بالإنجاب

تحتاج الحوامل إلي نسب أعلي من الحديد و الفيتامين B9 (فولات) و الكالسيوم و الفيتامين D و الزنك ، كما تُنصح المرأة التي تريد أن تحمل ،باتخاذ مكملات من الفولات لتفادي أي خلل في انغلاق الأنبوب العصبي لدي الطفل . حذار ! يجب البدء باستهلاك هذه المكملات قبل ثمانية أسابيع من بداية الحمل على أن يتابع استهلاكها بعد شهر من الإخصاب . من الرائج أن يوصي الطبيب المرأة الحامل بتناول مكملات الحديد إلا أن المعطيات الأخيرة أشارت إلي أن استهلاك هذه المكملات مرتين أو ثلاثة مرات في الأسبوع ، عوضاً عن اتخاذها يومياً يحافظ على المفعول ذاته ، لكنه يجنب المرأة الآثار الجانبية من غثيان و إمساك .

مكملات غذائية ضرورية للذين يعانون من التعب و الارهاق أو المرضى في مرحلة النقاهة 

غالباً ما يصار إلي شراء أقراص الفيتامينات المتعددة من الصيدليات عند الشعور بالإرهاق بعد عطلة طويلة أو خلال فترة التماثل إلي الشفاء بعد مرض مضمن . إلا أنه من الأفضل أن تلجأ إلي تركيبات تجمع بين الفيتامينات و المعادن ، بجرعات تناسب البنية الجسدية ، لتغطية حاجة الجسم اليومية منها وتفادي أي جرعة زائدة خصوصاً في ما يتعلق بالبيتا – كاروتين ، من جهة أخري لا حاجة للاستمرار في هذا العلاج أكثر من شهرين . في جميع الأحــوال ، من الأفضل أن يتجه الشخص المتعب أو المتماثل إلي الشفاء ، إلي التغذية الصحية عوضاً عن الاستمرار في تناول المكملات الغذائية مهما كان نوعها أو مفعولها ، غير أننا نلاحظ نقصاً في الحديد عند النساء اللواتي يخسرون الكثير من الدم خلال الدورة الشهرية و النباتيين على حد سواء ، لذا يمكن لهؤلاء و بعد التحقق من النقص بواسطة تحاليل الدم ، تجرع مكملات الحديد لمدة شهرين أو ثلاثة ، تجدر الإشارة هنا إلي أن معظم النباتيين يعانون من نقص في الفيتامين B12 لأنهم لا يأكلون أي مشتقات حيوانية .

 

أهمية المكملات الغذائية فى علاج هشاشة العظام

تساعد المكملات اليومية المتخذة على مدي 3 سنوات ، و التي تتضمن الكلسيوم و الفيتامين D ، في الحد من الكسور المحتملة ، مع العلم بأن مكملات الكالسيوم لا يحتملها الجسم سوي بصعوبة ، و لذا لا يتم وصفها إلا لفترة وجيزة ، يقول الأطباء بهذا الصدد ، بأنهم يفضلون تقييم حصص الكالسيوم التي تؤمنها التغذية اليومية و التي يعتبر توفرها البيولوجي أفضل ، لا بل يوصون المريض باتخاذ ما يغطي الفارق فحسب عند اللزوم أم بالنسبة للفيتامين D فلا يعتبر كعلاج لترقق العظام ، بل أحد عناصر الوقاية من هذا الأخير ، و نظراً إلي النقص الملحوظ و المعروف في الفيتامين D و غياب خطر التسمم جراء تعدد الجرعات ، يوصي الخبراء النساء اللواتي تجاوزن سن الـ 65 عاماً باتخاذ أمبولة واحدة كل شهرين .

معلومات هامة بخصوص المكملات الغذائية

  • لا فارق بين الفيتامين C الطبيعي المتوفر في الأطعمة و الفيتامين C الاصطناعي أو المركب ( أقراص . حبوب أو أمبولات )، فكلاهما من حمض الأسكوربيك .
  • يفوق التوفر البيولوجي للفيتامين E الطبيعي  بمرة ونصف إلي مرتين اعلى من الشكل الاصطناعى منه حيث يتخلص من الجسم بشكل أسرع .
  • المغنيسيوم من المعادن ، يسهل على الجسم تحمله أكثر ( تراجع احتمالات الإسهال ) إن كان على شكل جلوكونات أو ستيرات .

مع تمنياتنا لكم بالصحة و السعادة . . .