” العقل السليم في الجسم السليم ” مقولة غالباً ما تتردد على مسامعنا و نعرف أهميتها جيداً بالنسبة إلينا نحن الراشدين إلا أن قيمتها تتضاعف لدي الأطفال إذ يعتمد نموهم الجسدي و الذهني بالدرجة الأولي على نمط غذائي متوازن ، متنوع و صحي يمدهم بالنشاط و العناصر الغذائية اللازمة خلال حياتهم ، بالتالي ، أردنا مساعدتكم في تبني الخيارات المناسبة و الصحيحة و الإجابة على البعض من تساؤلاتكم في ما يختص بتنويع غذاء الأطفال ، و الإضاءة على أهمية هذا التنويع ” المدروس ” من تساؤلاتكم في ما يختص بتنويع غذاء الأطفال ، و الإضاءة على أهمية هذا التنويع ” المدروس ” بغية ضمان سلامة و صحة عمل كل وظائف الجسم و الذهن لدي أطفالكم .

في هذا الموضوع

ما هي السن المناسبة للبدء بتنويع طعام الأطفال ؟

لنبدأ أولاً بالقول أن تنويع غذاء الطفل يشمل تقديم مواد غذائية أخري له ما خلا الحليب ، و ذلك بعد تخطيه مرحلة الرضاعة ، و تعتبر هذه المرحلة أساسية في نمو الطفل و اكتسابه خصائص مناعية و جسدية بالغة الأهمية . في حين أوصت الدراسات السابقة ( في أعوام التسعينات ) بوجوب انتظار سن الـ6 أشهر للبدء بتنويع غذاء الأطفال ، حتى بالنسبة إلي الرضع المولودين في عائلة معرضة للإصابة بحساسيات مختلفة ، اتضح لاحقاً  ، بأن هذه الدراسات غير دقيقة تماماً لا بل استطاع الخبراء الجزم بأن تأخير موعد تنويع الطعام لدي الرضع غير نافع و لا مجدي ، بل قد يشكل خطراً على صحة النمو ؛ فكلما أخرنا هذا الواقع ، رفعنا من احتمال إصابة الطفل بحساسيات مختلفة ، لذا ، ننصح الأهالي جميعاً بالبدء بتنويع طعام الطفل انطلاقاً من سن الـ4 أو الـ6 أشهر كحد أقصي ، و تعريفه إلي أنواع الطعام كافة .

عملياً ، كيف يمكن البدء فى تنويع طعام الطفل ؟

لا يعني تعريف الطفل إلي الأطعمة ” الصلبة ” إبعاده مباشرة عن الحليب أو الرضاعة . بل نصل إلي تنفيذ ذلك تدريجياً ، شرط أن يبقي الحليب جزءاً أساسياً من غذاء الطفل حتى  يكمل سن العام. يكمن المبدأ في تعريف الطفل تدريجياً إلي أنواع طعام أخري إلي جانب الحليب ، حتى يتقبلها جسمه بسهولة و ارتياح ، لذا ، ننصح بالبدء بمزج كميات قليلة من الأطعمة ” الصلبة ” في رضاعة الطفل مثل الخضراوات المهروسة  ، أو بعض الفواكه المسحوقة … و ذلك خلال وجبات الغذاء ، و من ثم ، التقدم أكثر بالتنويع .

كيف نتأكد من حصول الطفل على كل حاجاته الغذائية ؟

ينصح بان يظل حليب الأم جزءا اساسيا من غذاء الطفل حتى يمكل سن عام كامل يث ان حليب الأم يحتوى على كافة المواد الغذائية التى يحتاجها الطفل . مع التنويه على ضرورة التنويع فى الطعام ليتعرف الطفل على نكهات مختلفة و لحمايته لاحقا من الاصابة بالحساسيات.

 هل يتطور حس المذاق لحظة التنويع في الطعام ؟

نعرف بأن التركيبة الجينية تلعب دوراً بارزاً في تحديد حس المذاق لدي كل منا . من هنا ، انجذاب البعض إلي الأطعمة الحلوة المذاق و انجذاب الآخرين إلي أطعمة مالحة أو حامضة ، من المرجح أن يساعد التنوع الغذائي الطفل خلال الأشهر الأولي ، في اكتساب نوع من تقدير أو تقييم داخلي لأنواع مختلفة من الأطعمة ، على الرغم من غياب دليل علمي يثبت ذلك . لذا فإنه من المهم تنويع المذاقات في وقت مبكر من حياة الطفل .

 هل يؤدى تنويع الطعام الى اصابة الاطفال بالسمنة ؟

هذا من المخاوف الشائعة ، و إنما في الواقع ، لا يلعب التنويع في الطعام أي دور في ظاهرة البدانة ، فهو لا يقي من السمنة و بالمقابل لا يزيد من احتمال التعرض لها أيضاً . لهذا السبب ، لا يجدر بنا الإفراط في تفضيل الخضار ( أو المبالغة في قيمتها ) بل يجب اعتبارها منتجاً مكملاً لطبق من البروتينات أو النشويات .

و ختاما نوجه نصيحة :- لا تخشوا و لا تترددوا أيضاً في إدراج بعض المواد الدهنية أو السكر و إنما بكميات خفيفة إلي معتدلة ، ضمن نمط الطفل الغذائي اليومي حيث أن هذا يساعد على بناء جسمه بأفضل صورة ممكنة .

 

مع تمنياتنا لكم بالصحة و السعادة . . .